توفي المؤلف السيناريت المعروف محمود أبو زيد يوم 11 سبتمبر لعام 2016 الماضي بعد صراعا طويلا مع المرض، وذلك عن عمر يناهز 75 عاما، وفي بيان صدر عن مكتب وزير الثقافة المصري الكاتب حلمي النمنم نعي فيه الراحل محمود أبو زيد قائلا، بأن الساحة الثقافية فقدت رجلا من أهم المبدعين في مصر.
ومن ناحيتها قالت الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، في البيان التي أصدرته تنعي فيه السيناريست الكبير محمود أبو زيد، قالت بأن الراحل يعد من أبرز وألمع أعضاء الجمعية وذلك طيلة سنوات كثيرة، كما أنة كان يعتبر عضوا بمجلس إدارتها وذلك لعدة دروات.
من هو محمود أبو زيد:
هو سيناريست ومؤلف مصري، كتب عدة أعمال للسينما والتليفزيون والمصري، وصاحب أنجح أفلام وأشهرها في السينما المصرية مصل “الكيف و “العار”.
المولد والنشأة
ولد السيناريست محمو أبو زيد بمحافظة القاهرة في 7 مايو لعام 1941.
الدراسة
درس محمود أبو زيد فن الإخراج السينمائي في المعهد العالي للسينما وتخرج منة عام 1966، ثم انتسب إلي كلية الآداب قسم علم النفس والفلسفة وتخرج منها عام 1970.
المسيرة المهنية
بدأ محمود أبو زيد مسيرته المهنية وذلك أثناء دراسته بمعهد السينما، حيث بدأ كمساعد مخرج في البدايات، ثم بعدها عمل رقيب بالإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية في مصر وذلك من خلال وحدة التصوير الخارجي، ثم انتقل فيما بعد إلي إدارة مشاهدة الأفلام ورقابتها حتى عام 1980.
التجربة الفنية
محمود أبو زيد من الفنانين الذين يمتلكون تجربة فنية متنوعة ومختلفة ولي من السينارست التقليديين، فقد كتب أروع المؤلفات للسينما والمسرح والتليفزيون، وتعامل مع كبار النجوم والنجمات.
وكان دائما ما يتعمد خلال كتابته أن يلقي الضوء علي بعض الظواهر الاجتماعية مثل مشاكل الأسرة المصرية والخدرات وفترة الشباب ومشاكلها وغيرها من الأفلام التي وجدت طريقها إلي تعلق المشاهد بها وأصبحت تراث سينمائي في السينما المصرية، حيث كان دائما يتم بالبساطة والوضوح في إيصال الفكرة للمشاهد والرسالة التي يريد أن ينقلها عبر العمل الفني.
وفي فترة السبعينات قام بكتابة سيناريو أفلام تعد من فئة الأفلام التجارية مثل فيلم “بنات في الجامعة” للمخرج عاطف سالم وكان في عام 1971، وتناول الفيلم وقتها قصة مجموعة من الشباب الجامعي الذين يريدون التحرر من قيد المجتمع والأهل وتسليط الضوء علي مشاكلهم.
وبعدها قدم مجموعة من الأفلام التي تعد بداية نجوميته ومعرفة الجمهور به مصل فيلم “الدموع الساخنة” عام 1976، “الأحضان الدافئة” عام 1974، “لن أغفر أبدا” عام 1981، ثم “لحظة ضعف” عام 1981، “خدعتني امرأة” في 1979.
وسعي أبو زيد خلال أعمالة السينمائية إلي تحليل شخصية المرأة، وذلك في فيلم “خدعتني امرأة” التي قامت ببطولته الفنانة “عفاف شعيب” خلال تقديمها شخصية “عواطف” والتي ترفض الاستسلام لكل ما حدث بينها وبين المحامي الذي جسد شخصيته الفنان “حسين فهمي” وتدبر له مصيبة لكي يقع فيها وينتهي الأمر في النهاية إلي فصلة من النقابة ويضيع مستقبلة,
أما “نيللي” التي قدمت دور سحر في فيلم “لحظة ضعف” تتمرد علي معاملة والدها له وتقرر أن تترك له المنزل والبلد وتسافر إلي الخارج، في حين تقرر “نورا” التي قامت بدور ياسمين أن ترتبط ب “نور الشريف” علي الرغم من حبها الكبير له، وذلك بعد علمها بأن حبيبها وراء شلل والدها.
وفي عقد الثمانينيات قام محمود أبو زيد بتشكيل ثنائي ناجحا في السنما المصرية مع الفنان الكبير “محمود عبد العزيز”، وقدما أكثر من فيلما ناجحا مثل فيلم “العار” عام 1980 وبعدة قدم “الكيف” عام 1985 ثم فيلم “جري الوحوش” عام 1987، وهي الأعمال التي أخرجها مخرج واحد فقط وهو “علي عبد الخالق” وأطلق عليها مصطلح الثلاثية.
ثم قدم بعد ذلك مع النمر الأسود الفنان “أحمد زكي” فيلم “البيضة والحجر” وذلك في عام 1990 وأخرجة أيضا علي عبد الخالق.
وأشار أبو زيد في أكثر من لقاء صحفي أنة يميل في كتاباته إلي الأعمال اجتماعية التي تسلط الضوء علي بعض المشاكل الموجودة في المجتمع مثل المخدرات وعواقب الانخراط فيها خلال فيلم “العار” و”الكيف”.
وكان دائما ما يعتمد أبو زيد خلال أعمالة التي يقدمها إلي توظيف بعض الأيات القرانية داخل الفيلم وذلك للتأكيد علي الوازع الديني والأخلاقي، ودائما ما تعطي النهايات شعورا بمصداقية الفيلم ونجاحه لدي المشاهد.